السبت، 11 ديسمبر 2010

كيف نجحوا وفشلنا ؟!ـ

مرة أخرى ينجح القطريون حيث فشل النظام فى مصر ، ولذا لم يعد مقبولا الآن أكثر من أى وقت مضى أن نورد نفس الحديث الذى رددناه مرارا حول النجاحات القطرية المتتالية على كافة الصعد والأسباب الخفية وراءها ، فالفوز الذى انتزعته قطر من المارد الأمريكى ورد الفعل الأمريكى الغاضب على إثره أثبتا أن المسألة ليست مجرد بلد " صغير " فى الخليج العربى يحاول أن يظهر نفسه أمام العالم مطالبا بقليل من الإنتباه معتمدا فى كل هذا على رضا ودعم الحليف الأمريكى ؛ ولعل مقارنة سريعة بين الملف المصرى 2010 وبين الملف القطرى 2022 تبرز بعض أسباب النجاح القطرى ।

إن الصفر الكبير الذى مني به الملف المصرى كان أمام منافسين أقل كفاءة من أولئك المنافسين الذين تفوق عليهم الملف القطرى سواء على المستوى السياسى أو الرياضى أو الاقتصادى ، وهو ما يعنى أن الفشل هنا والنجاح هناك مرده إلى ذات الملفين وطريقة تسويقهما ؛ استطاعت قطر تسويق ملفها على أيدى سفراء حقيقيين مثل رونالد ديبور ، جوارديولا ، زين الدين زيدان وجابرييل باتيستوتا ، وهو ما لم نفعله نحن ، وهنا يبرز أيضا نجاح مسئولى الملف وسفرائه وكلهم من الشباب – على عكس الملف المصرى تماما - فى إدارة هذا المشروع الضخم مستفيدين من حماسة الشباب وطاقتهم ؛ نجح محمد بن حمد رئيس الملف ابن الأمير الذى استطاع أن يحشد لملفه كل الدعم القطرى والعربى وصاغ ملفا قويا تغلب فيه على كل ما طرح من سلبيات قد تبعد قطر عن الحلم ليضمن الدعم الدولى أيضا كما هو الدعم القطرى والعربى .

إن تضافر جميع الجهود والإيمان بالقدرة على الإنجاز والرغبة فى الإنجاز مكنت القطريين من التقد طوال أربع جولات متتالية على جميع منافسيهم وآخرهم المنافس ؛ ونظرة سريعة للمنافسين تكفى لمعرفة حجم الإنجاز الذى تحقق ........

أستراليا تأتى وفى جعبتهأ أولمبياد سيدنى البطولة الأوليمبية التى شكلت نقطة فاصلة وثورة فى تنظيم البطولات العالمية لما قدمته من إبهار لم يتوقع حينها أن يشهد له مثيلا فيما بعد .
كوريا واليابان تأتيان وفى رصيدهما تنظيم كأس عالم سابق عام 2002 ؛ صحيح أنه لم يكن على المستوى الأعلى رياضيا إلا أنه كان من الأفضل تنظيما و تقنية .
أما الولايات المتحدة الأمريكى وهى المنافس الأقوى الذى صمد لأربع جولات متتالية فيأتى وفى جعبته بطولتين أولمبيتين ( لوس أنجلوس و أتلانتا ) بالإضافة إلى كأس عالم عام 1994وكلها كانت بطولات ناجحة .

نجحت قطر التى أثبتت للجميع أنها ورغم تاريخها القصير وحجمها الصغير وشعبها القليل قادرة على تنظيم بطولة عالمية بهذا الحجم بكل كفاءة واقتدار ، لأنها أثبتت أن الأمر يتخطى بكثير مجرد منشآت وأموال تضخ – وهى قادرة على ذلك أيضا – ومكاسب مادية لأن الأمر يتعلق بحق الشعوب وتساويها جميعا دون النظر إلى لون البشرة أو الدين أو اللغة .
نجحت قطر اليافعة بشبابها وبشعبها الذى لم يبلغ المليونين فيما فشلت فيه مصر التاريخ بشعبها الذى جاوز الثمانين مليونا .
نجحت قطر بسياستها وحكومتها وشعبها الذى لم يبلغ الليونين فيما أخفقت فيه أمريكا بسطوتها وقدرتها وشعبها الذى جاوز الثلاثين مليونا .

إن ما حققته قطر يثبت للجميع أن الشعوب ومن قبلها الحكام تستطيع إذا أرادت ، وأن موازين القوى لم توجد لتستمر كما هى إلى الأبد ولكنها وجدت لتتغير بأيدينا. إن قطر بسياستها وسياسييها ، بشعبها وأميرها تثبت أن هناك متسعا دائما لذوى الطموح والإرادة ، فمتى خلصت النيات تحققت الإنجازات .

ليست هناك تعليقات:

Powered By Blogger

الساعة الآن

دفتر التشريفات