ليست المرة الأولى التى يُر فيها هذا المشهد؛
فالتاريخ يعرض لنا مشهد اختيار رئيسه الأول بشارة الخورى بعد الاستقلال ..كان الابطال فيه يومئذ فرنسا وبريطانيا ، وكانت نهايته حزينة على الفرنسيين وسعيدة للانجليز الذين نجحوا فى انجاز مهمتهم الصعبة واوصلوا حليفهم الخورى الى سدة الحكم ؛وليسُنُّوا أيضا سنة غير حميدة فى التاريخ اللبنانى...0
مخطىء من يظن أن الازمة داخلية بين فرقاء لبنانيين وفقط
مخطىء من يظن أن الازمة داخلية تتنازعها أطراف اقليمية وفقط
ومخطىء من يظن أن الأزمة داخلية تتنازعها اطراف اقليمية وبها شبهة الدعم الدولى لطرف دون آخر
فلبنان بعد الطائف وقبله ليس فيه اى مكان للحياد
ولبنان بعد اغتيال الحريرى انقسم على نفسه كما لم يفعل من قبل على الرغم من خوضه حربا اهلية طاحنة فى اواخر القرن الماضى ودامت قرابة الاثنى عشر عاما
فى الصورة الان
قوى الرابع عشر من مارس(آذار) او الموالاة ومن خلفها امريكا وفرنسا ولا يخفى على احد دعم اسرائيل لهذا الفريق بوصفه من
(المعتدلين ) فى المنطقة
وعلى الطرف الاخر المعارضة او قوى الثامن من مارس (آذار) ومن خلفها سوريا وايران وهما ما يمثلان دعما قويا لهذا الفريق وان كان سياسيا فقط فى احسن الاحوال بغض النظر عن الدعم الايرانى لحزب الله عسكريا وهو ما يكثر فيه الكلام ويطول الجدل حوله
وبانقضاء الساعة الاخيرة من مساء هذا اليوم تنتهى ولاية الرئيس اميل لحود الاخيرة
ولاية طالما سببت الكثير من التجاذبات بين اغلبية لا تقر بشرعيتها ومعارضة تدعمها فى معظمها
ورئيس طالما اتهمته الموالاة بموالاة سوريا وتنفيذ اوامر الاسد فى حين رأته المعارضة صاحب مواقف كقلت للبانا بعض الاستقرار وحافظت على علاقات استراتيجية خاصة مع حليف لبنان الاكبر سوريا
بانتهاء ولايته الليلة وبفشل الفرقاء اللبنانيين اليوم فى التوافق على رئيس جديد يخلفه؛ تشهد الازمة تطورا كبيرا وخطيرا على الاستقرار والسلم الاهلى فى لبنان
فاختيار الرئيس اصبحت اكثر من مسالة من يسكن قصر بعبدا ؛ وانما تجاوزت ذلك لتصبح مسألة من يكون له القرار الاخير فى اختيار من يحكم لبنان على مستوى الرئاسة ورئاسة الوزراء
ميشيل عون المرشح الوحيد للمعارضة والاقوى من حيث الجماهيرية كان قد ابدى بعض الللين حين وافق على امكانية تنازله عن الترشيح مقابل تعيينه شخصا اخر من خارج كتلته البرلمانية على ان يعين سعد الحريري رئيسا للوزراء من خارج كتلة المستقبل البرلمانية ويستمر الامر هكذا حتى الانتخابات التشريعية القادمة بعد عامين
انتخابات تقول المعارضة ان الفوز فيها سيكون حليفا لها حيث ان المجلس النيابى الحالى لايعكس الواقع اللبنانى حيث ان اغتيال الحريري خدم قوى الرابع عشر من آذار بصورة يستحيل ان تتكرر مرة اخرى وهو ما سيغير شكل المجلس القادم لتصبح الاغلبية فيه لقوى الثامن من آذار
وبين تسليم السلطة الى مجلس عسكرى يتولى قيادة البلاد الى ان يتم التوافق على اسم للرئيس القادم وبين تسلم السنيورة لمهام الرئيس حتى يتم التوافق عينه ؛بين هذا وذاك يبدو ان الأوضاع مرشحة للتأزم اكثر واكثر
تأزم أريد له أن يكون فى هذا الوقت الذى يشهد انعقاد مؤتمر أنابوليس للتسوية بين العرب واسرائيل
هذا المؤتمر الذى سيشهد بادرات خطيرة جدا فى تاريخ الصراع العربى الاسرائيلى
بادرات قد تصل الى اهداء تطبيع مجانى لجميع الدول العربية مع اسرائيل مع تقديم تنازلات اكثر من الجانب الفلسطينى مقابل لا شىء من اسرائيل
تحديث
هذه التدوينة نشرت قبيل اعلان حالة الطوارىء وتسليم الجيش قيادة لبنان بدقائق قليلة