أبيض .و.أسود

وعلى جميع الانظمة أن تختار؛اما أن تكون مع الحرية والعدالة والتقدم والديمقراطية، واما أن تكون مع الارهاب والتخلف والتعصب والتدمير............عليكم أن تختاروا اما معنا أوضدنا

بهذه الكلمات البلهاء وهذا المنطق الأخرق اعلن جورج بوش بدء الحرب على ما أسماه الارهاب بعيد تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر

اما أن تكون معنا أو تكون ضدنا ......تبسيط للأمور يعكس العقلية التى قادت امريكا فى حربها المزعومة ضد الارهاب

عقلية الاستكبار والغطرسة التى لا تعترف بشرعية سوى التى تمنحها هى ولا تعترف بحق غير الذى تقره هى ايضا

هذا النطق وهذه العقلية هى التى أوصلت العالم الى الصورة الحالية

افغانستان مدمر..عراق مسلوب..سودان ممزق....وأمن مفتقد فى كل مكان

ولكن أليس من الظلم أن نتهم امريكا بهذه الاتهامات ونخلى مسئوليتنا من المشاركة فيها......1

ألم ينقسم العرب على انفسهم ابان غزو العراق للكويت بين من هو مع العراق فى كل ما فعل وبين من هو ضد العراق جملة وتفصيلا

الا نتبع نفس المنطق حين نقسم المفكرين واصحاب الرأى بين مؤيد للنظام فى مصر ومؤيد للاخوان المسلمين متناسيين ان لكل فكره ومنطقه،وأنه وان تقاطعت الرؤى والأفكار احيانا فان هذا لايعنى التطابق التام بين النظريتين

الا يعتبر تقسيم المصريين بين اهلاوى وزملكاوى شكلا من اشكال منطق معى أو ضدى، حتى ان المصريين ذهبوا الى ابعد من هذا فتجدهم يميزون المميز ؛ فيقولون ان مشجعى الاسماعيلى والمصرى البورسعيدى هم بالفطرة يميلون للزمالك ،فى حين ان مشجعى الاتحاد السكندرى والمحلة هم بالفطرة ايضا يشجعون الاهلى

ايضا فى المؤسسات الحكومية تجد التحزب بين الموظفين جليا بصورة فجة ولا يسمح لاى موظف ان يكون فى منطقة متوسطة بين الحزبين ولكنه لابد ان يوالى ايا منهما حتى يضمن لنفسه منعة وحصانة من الحزب الاخر

ناهيك عن اتفه الخلافات التى تحدث يوميا بين الافراد والتى لا ينفع معها ان تكون وسطا وانام يجب عليك ان تؤازر طرفا على حساب الآخر

ومن يدقق النظر يجد من الامثلة الكثير والكثير غير هذه ويشعر اننا من قيل فيه

رمتنى بدائها وانسلت