الجمعة، 17 ديسمبر 2010

الحب ؛ عندنا وعندهم !! ـ

إن من سنن الله فى خلقه الاختلاف ، الاختلاف الذى أثرى الحضارة الإنسانية على مر العصور ، وجعل الأمم على تباينها وتباعدها تتبادل المعارف والمنافع فيما بينها من أجل خيرهم جميعا । ولقد روى التاريخ لنا عن أزمان تناطحت فيها وتلاقحت أمم وشعوب فيما بينها مما خلق شيئا من التوازن كفل البقاء للجميع . وإن مما ابتلى به هذا الزمان أن غاب هذا التوازن إذ فرضت الأمم الغربية سطوتها على العالم بأسره ولونته بلونها .

وفى عالم يتشبه فيه الضعيف بالقوى ويتحكم القوى بكل شىء تسود ثقافته دون غيره وتصبح مطلقة وغير قابلة للنقاش . إن المفاهيم التى أتت بها الحضارة الغربية بماديتها شوهت معالم الثقافة العربية والإسلامية فى بلادنا وأوجدت نوعا من الإزدواجية التى أضرت كثيرا بالموروث الثقافى والقيمى لهذه الشعوب . إن الحضارة الغربية التى أعلت من قيمة المادة وقامت على أساس وهدف واحد وهو متعة الفرد تتناقض كل التناقض مع ثقافتنا التى تعلى من قيمة العاطفة والسمو الروحى والمجتمع.

إن قيمة سامية كالحب تسطيع أكثر من غيرها أن تكشف لنا عن حجم هذا النتاقض الكبير بين الحضارتين الغربية والإسلامية ؛ فلو نظرنا إلى المفهوم الغربى عن الحب نجده يكاد يقتصر على علاقة شعورية بين رجل وامرأة ( بالنسبة للأسوياء منهم ) أجنبيين أساسها الإعجاب بالهيئة والشكل العام وقمتها العلاقة الجنسية بينهما دون رابط بزواج أو غيره . ولقد اجتهد الغربيون فى نشر هذا المفهوم عن الحب الذى أصبح يساوى بل يطابق بينه ( أى الحب ) وبين الجنس فصارت المعادلة ببساطة # حب = جنس ، وإن من أكثر ما روج لهذا المفهوم الفن بأشكاله وفروعه ومن أهمها فن السينما ، ففى الوقت الذى يشهد فيه المشرق تخلفا فى كل شىء ويستورد من الغرب – تقريبا – كل شىء صارت السينما وغيرها من الفنون تأتينا مع ما يستورد لنتلقاها كما هى ودون أية مراعاة لاختلاف بيننا وبينهم .

صار يروج للمفاهيم الغريبة فى بلادنا بكل وضوح حيث ارتبطت بالحداثة والتقدم وصار كل ما هو غربى مرغوب ومبهر ومستحسن لا لذاته بل لارتباطه بالغرب ، وعليه فإن هذا المفهوم الغربى عن الحب أصبح أكثر انتشارا لدينا ووجد من المقدسين للغرب والمبهورين به بيئة صالحة للنمو والتوغل بين سائر طبقات المجتمع ، فصار عاديا أن يناقش الحب بهذا المفهوم فى الأعمال الفنية وأن يقدم الحبيب على غيره زوجا كان أو أبا . كم من عمل فنى قدم لنا قصصا عن حب رجل وامرأة أجنبيين أحدهما أو كلاهما متزوج ، ولا غضاضة فى ذلك طالما أن رباط الحب هو ما يجمع بينهما ، بل الغضاضة – لديهم - فى أن تتزوج شخصا لم تعش معه قصة حب قبل أن يجمعكما أى رابط شرعى .

أصبحت مفاهيم كالحلال والحرام والجائز شرعا أوعرفا غير موجودة وغير مطروحة أمام كلمة الحب فكل شىء بالحب وفى الحب و للحب مجاز وأصبح كل من يقول بخطأ هذا المفهوم الغربى عن الحب وعدم جوازه متخلفا رجعيا جامدا غير ذى عاطفة أو إحساس .

والحب لدينا عاطفة نبيلة سامية تنبع من الإنسان تجاه كل شىء وأى شىء فى الكون وأسمى شكل من أشكال الحب هو حب الإنسان لخالقه خالق الكون . إن هذا المفهوم يعنى أن توجه عاطفتك لغيرك – أيا كان – منزهة عن أى منفعة أيا كان شكلها . فالحب حب الرب وحب الوالدين وحب الأخوة وحب الزوجة وحب الولد وحب الآخرين من تعرف ومن لا تعرف حب يجمع بين حرفيه مودة وعاطفة للانسانية جمعاء . إن هذا المفهوم لا يعنى بحال أن العلاقة بين الرجل والمرأة ليست حبا أومحرمة فى الإسلام ، بل على العكس إن الإسلام أعلى من هذه الرابطة وجعلها من أسمى العلاقات . إن علاقة الرجل بالمرأة والتى تشمل العلاقة الجنسية ليست مباحة على إطلاقها ولكنها أيضا مطلوبة ، بل مستحبة فى إطار ضوابط شرعية حددها لنا الدين الحنيف وأكدتها الأعراف والتقاليد وهى ضوابط الزواج .وبهذا المفهوم تصبح معادلة الحب = الجنس معادلة خاطئة تماما تبخس هذه القيمة حقها وتعلى من قيمة الجسد وشهوانيته على حساب قيمة الروح .

إن الحب الخالى من المسئولية ليس حبا والارتباط الذى ينادى به البعض بشرط أن يكون مترتبا على قصة حب لهو ارتباط خاطىء ، وهم فى ذلك كمن يضع العربة أمام الحصان ، فالصحيح من التجربة أن الحب يولد بعد الارتباط لفترة تكفل للطرفين دراسة أحدهما الآخر ومعرفة طبائعه ولذا شرعت الخطبة قبل الزواج .

السبت، 11 ديسمبر 2010

كيف نجحوا وفشلنا ؟!ـ

مرة أخرى ينجح القطريون حيث فشل النظام فى مصر ، ولذا لم يعد مقبولا الآن أكثر من أى وقت مضى أن نورد نفس الحديث الذى رددناه مرارا حول النجاحات القطرية المتتالية على كافة الصعد والأسباب الخفية وراءها ، فالفوز الذى انتزعته قطر من المارد الأمريكى ورد الفعل الأمريكى الغاضب على إثره أثبتا أن المسألة ليست مجرد بلد " صغير " فى الخليج العربى يحاول أن يظهر نفسه أمام العالم مطالبا بقليل من الإنتباه معتمدا فى كل هذا على رضا ودعم الحليف الأمريكى ؛ ولعل مقارنة سريعة بين الملف المصرى 2010 وبين الملف القطرى 2022 تبرز بعض أسباب النجاح القطرى ।

إن الصفر الكبير الذى مني به الملف المصرى كان أمام منافسين أقل كفاءة من أولئك المنافسين الذين تفوق عليهم الملف القطرى سواء على المستوى السياسى أو الرياضى أو الاقتصادى ، وهو ما يعنى أن الفشل هنا والنجاح هناك مرده إلى ذات الملفين وطريقة تسويقهما ؛ استطاعت قطر تسويق ملفها على أيدى سفراء حقيقيين مثل رونالد ديبور ، جوارديولا ، زين الدين زيدان وجابرييل باتيستوتا ، وهو ما لم نفعله نحن ، وهنا يبرز أيضا نجاح مسئولى الملف وسفرائه وكلهم من الشباب – على عكس الملف المصرى تماما - فى إدارة هذا المشروع الضخم مستفيدين من حماسة الشباب وطاقتهم ؛ نجح محمد بن حمد رئيس الملف ابن الأمير الذى استطاع أن يحشد لملفه كل الدعم القطرى والعربى وصاغ ملفا قويا تغلب فيه على كل ما طرح من سلبيات قد تبعد قطر عن الحلم ليضمن الدعم الدولى أيضا كما هو الدعم القطرى والعربى .

إن تضافر جميع الجهود والإيمان بالقدرة على الإنجاز والرغبة فى الإنجاز مكنت القطريين من التقد طوال أربع جولات متتالية على جميع منافسيهم وآخرهم المنافس ؛ ونظرة سريعة للمنافسين تكفى لمعرفة حجم الإنجاز الذى تحقق ........

أستراليا تأتى وفى جعبتهأ أولمبياد سيدنى البطولة الأوليمبية التى شكلت نقطة فاصلة وثورة فى تنظيم البطولات العالمية لما قدمته من إبهار لم يتوقع حينها أن يشهد له مثيلا فيما بعد .
كوريا واليابان تأتيان وفى رصيدهما تنظيم كأس عالم سابق عام 2002 ؛ صحيح أنه لم يكن على المستوى الأعلى رياضيا إلا أنه كان من الأفضل تنظيما و تقنية .
أما الولايات المتحدة الأمريكى وهى المنافس الأقوى الذى صمد لأربع جولات متتالية فيأتى وفى جعبته بطولتين أولمبيتين ( لوس أنجلوس و أتلانتا ) بالإضافة إلى كأس عالم عام 1994وكلها كانت بطولات ناجحة .

نجحت قطر التى أثبتت للجميع أنها ورغم تاريخها القصير وحجمها الصغير وشعبها القليل قادرة على تنظيم بطولة عالمية بهذا الحجم بكل كفاءة واقتدار ، لأنها أثبتت أن الأمر يتخطى بكثير مجرد منشآت وأموال تضخ – وهى قادرة على ذلك أيضا – ومكاسب مادية لأن الأمر يتعلق بحق الشعوب وتساويها جميعا دون النظر إلى لون البشرة أو الدين أو اللغة .
نجحت قطر اليافعة بشبابها وبشعبها الذى لم يبلغ المليونين فيما فشلت فيه مصر التاريخ بشعبها الذى جاوز الثمانين مليونا .
نجحت قطر بسياستها وحكومتها وشعبها الذى لم يبلغ الليونين فيما أخفقت فيه أمريكا بسطوتها وقدرتها وشعبها الذى جاوز الثلاثين مليونا .

إن ما حققته قطر يثبت للجميع أن الشعوب ومن قبلها الحكام تستطيع إذا أرادت ، وأن موازين القوى لم توجد لتستمر كما هى إلى الأبد ولكنها وجدت لتتغير بأيدينا. إن قطر بسياستها وسياسييها ، بشعبها وأميرها تثبت أن هناك متسعا دائما لذوى الطموح والإرادة ، فمتى خلصت النيات تحققت الإنجازات .

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

فى البدء كانت ، ولم تزل ـ

فى البدء كانت الكلمة ، ولم تزل ... كانت الكلمة علة الوجود وغايته ؛ ولما كانت هكذا وجب أن يعرف لها حقها وأن تنزل منزلتها التى تستحق ؛ فكم من كلمة أعلت وكم من كلمة حطت وكم من كلمة دمرت أقواما وسيدت أقواما فغيرت أراضين وخطت تواريخا .

ولقد عرفت الأمم والشعوب على تواليها واختلافها ما للكلمة من شأن فأعلت أصحابها ورفعت من شأنهم وأوجبت لهم ما ليس لغيرهم من فضل المشورة و الرأى بل والقيادة أيضا . إن صورة الكاتب المصرى المنقوشة على جدران المعابد المصرية الفرعونية تؤيد ماسبق من إقرار عظم شأنهم وجلال مهمتهم ، وإن أخبار أدباء ومفكرى أثينا التى نقلتها لنا كتب التاريخ كفيلة بمعرفة ما لهم من فضل ويد على دولة اليونان وسائر أوروبا القديمة . ولقد شهد التاريخ المعاصر قادة أدباء أمثال ونستون تشرشل الذى قاد بريطانيا فى فترة من أصعب فترات تاريخها على عمومه فقدم لها بفكره وكلمته ما يحفظه له بنو وطنه حتى اليوم ، ومن قبله ولى سدة الحكومة فى مصر محمود سامى البارودى الذى جمع بين الكلمة والسيف والسياسة فأسس لمراحل جديدة فى تاريخ مصر الحديثة كانت أولاها شعرية ولم يكن آخرهاسياسية وطنية أسس لها ورفاقه .

ولما كانت هذه منزلة الكلمة وصاحبها لم تكن لتوهب إلا لمن يستحقها ، ففنون الصياغة والصنعة ليست من السهولة بمكان بأن يتمكن منها كل فرد ولكنها ملكة يهبها الله من عباده من يشاء ، ولا يتوقف الأمر عند هذا ، فإن هذه الملكة إن لم تكتشف مبكرا وتراع لتنمو تموت وتزوى كأن لم تكن .

والكلم فى لسان العرب كلمتان ؛ إما شعر و إما نثر وعلى قدر ما يفترقان على قدر ما يجتمعان ، وإن كان للشعر من الفضل ماله على النثر لعلة فبه ليست فى النثر ، فهو أخف وأطرب ولذا كان أطير من النثر وأدوم . وإن كان هذا لا يعنى أبدا أن النثر لم يحظ بنصيب من الذيوع والبقاء ، وإن كان من فضل فهو للإسلام ؛ فالقرآن الكريم وهو النص العربى المعجز شكلا ومضمونا أبعد ما يكون عن الشعر وأقرب مايكون من النثر وهو ليس بأحدهما لأنه كلام الله المنزل من فوق سبع سماوات والذى لاتحويه قاعدة ولايعامل كنص أدبى بحال . كما أن الأحاديث النبوية الشريفة بشكلها وأسلوبها أسست لمرحلة جديدة فى تاريخ العربية والعرب ، مرحلة يروى فيها ويتواتر النص النثرى كما هو النص الشعرى .

ولقد عرفت العرب بعد الإسلام – والفضل له – التدوين وفنونه مما ساعد على انتشار فن النثر حيث صار أسهل حفظا وصارت اللغة أحوج إليه من الشعر لما وجد فيه من فنون وخصائص أوجدتها وتطلبتها الطبيعة السياسية والاجتماعية والدينية لدولة العرب ، فأسست الفنون كالخطابة والرسالة والمقال وغيرها . ولقد تغيرت الأزمان والطبائع فتباينت الفنون وتناوبت على الصدارة ، ومما تصدر المشهد الأدبى فى عصرنا الحديث فن المقال حيث لاقى ذيوعا وانتشارا واسعين لما أحدثته الصحافة والصحف من واقع شغل معظمه نثر الكلام " المقال " واكتفى بأقله شعره .

إن الفكرة حين تسيطر على الكاتب فيشرع يحيلها كلما على ورق تشهد أطوارا عدة و مراحل مختلفة تبدأ من عقله وقريحته ولاتنتهى على ورقته بل تنتهى إلى قلب وعقل قارئها ، وعلى قدر ما فى هذا الأمر من مشقة على قدر ما فيه من لذة ، وكلما سمت الملكة و زاد التمرس كلما زادت المتعة ولانت الكلمة ودانت ؛ فإن مستقر الكلمة لدى متلقيها هو ذات مخرجها من لدن ملقيها ؛ وصدق من أوتى جوامع الكلم حين قال " إن من البيان لسحرا ".

الأحد، 5 ديسمبر 2010

انتخابات الشعب و أزمة الوطن

تعيش مصر وشعبها ومنذ ستة عقود أزمة حرية لم تعش مثلها لقرون خلت . فالوضع الذى نتج عن حركة ضباط الجيش المصرى صبيحة الثالث والعشرين من يوليو عام الف وتسعمائة واثنين وخمسين أسس لنظام حكم شمولى يتحكم من خلاله الفرد فى كل شىء باسم الديمقراطية وحفظ أمن وسلامة الوطن । وقد جاءت انتخابات مجلس الشعب 2010 لتعكس صورة واضحة تمام الوضوح لهذه الأزمة وهذا الوضع।

فالمشهد المصرى يوم الثامن والعشرين من نوفمبر ينم عن خطورة بالغة على مستقبل هذه البلاد التى تقترب من حافة الهاوية أكثر فأكثر بسبب ممارسات سلطة قمعية تتحكم فى مصير الشعب والوطن دون أية شراكة تذكر أو أية رقابة أو حسيب । وقد اشترك فى لعبة الانتخابات الأخيرة لاعبون كثر على الرغم من كون المتفرجين أكثر بكثير ؛ واللاعبون هم المرشحون والأحزاب أو القوى السياسية والناخبون والسلطة التنفيذية " الحكومة وحزبها " وقوى الأمن والخارجون على القانون " البلطجية " والقضاء ، ولا يعنى تشارك كل هؤلاء فى لعبة واحدة تقاسمها بينهم ، فقد استفرد "البلطجية " وقوى الأمن ومعهم السلطة التنفيذية "الحكومة وحزبها " باللعبة وأخرجوا منها كل اللاعبين الآخرين بالقوة وبقيت غالبية الشعب متفرجة فى صمت كعادتها .

وعلى الرغم من تطابق جميع العناصر هذه المرة مع نظيرتها فى انتخابات عام 2005 إلا أن تبادلا بسيطا فى الأدوار أدى إلى هذا الاختلاف الواضح فى مخرجات كل منهما حيث سمح تقسيم البلاد الى ثلاث مراحل فى 2005 بجعل قوى الأمن اللاعب الأول ومن وراءه " البلطجية " فى مناطق محدودة وهو مالم تسمح به انتخابات 2010 حيث يصعب توفير قوى أمنية لخنق جميع مدن وقرى مصر التى تشهد انتخابات عامة فى نفس اليوم ومن هنا برزت عبقرية النظام الذى أعطى الفرصة ولأول مرة - بهذا الحجم - للخارجين على القانون " البلطجية " بالتحكم فى سير الأمور ومصير البلاد من ألفها إلى يائها ।

إن مشهد تجول ظباط الأمن على اللجان الانتخابية فى معية – بل حماية – البلطجية والذى تكرر فى أنحاء مصر كافة يعد تأسيسا لمرحلة أكثر سوء ستعيشها البلاد فى السنوات القادمة ، مرحلة يعلو فيها صوت القوة الغاشمة والمفرطة فوق صوت القانون وصوت مئات الألوف من قوى الأمن و ليعلو صوتها فوق كل صوت ।

إن استفراد هاتين القوتين – المتشابهة فى تصرفاتها وعقيدتها - بالمشهد المصرى إنما جاء كنتيجة طبيعية لغياب اللاعب الأبرز و الأجدر فى أى بلد طبيعى ألا وهو الشعب ، الذى أثبت هذه المرة أن سلبيته فاقت كل حد وضاق بها الوصف وهو ما صبا إليه وعمل عليه – وقد نجح - النظام الحاكم منذ خمسينيات القرن البائد । إن تحرك أى جماعة بشرية للحفاظ على مصالحها أمر بديهى ؛ وعليه فإن تحرك الطبقة الطفيلية المستفيدة من وجود هذا النظام الحاكم قد يكون أمرا متفهما على الرغم من خطئه إذ أنها تسعى جاهدة للحفاظ على مصالحها التى اقترنت بوجود هذا الفساد وتنمو بنموه ، إلا أن المستغرب هنا هو ما أبرزته الاحداث الأخيرة من مساندة شرائح واسعة من المتضررين من هذا الحكم وفساده فى ترسيخ حكمه وسياساته ومناصرة أزلامه ، وهو تحرك يفوق السلبية خطرا ، و ينم أيضا عن جهل متأصل و غباء مستحكم يشبه الإنتحار ।

إن أى أمل فى استرداد عافية هذا البلد وحريته قد يبدو مستحيلا إذا لم يقترن بأمل بتحرك هذه القوة النائمة والمستكينة - منذ قرون - من أبناء هذا الوطن ؛ تحركا يعيد كلا إلى حجمه الطبيعى ويرد السلطة إلى من له السلطة دون غيره .
Powered By Blogger

الساعة الآن

دفتر التشريفات